حسين الجابري رئيس الوزراء
المزاجك اليوم : مساهماتي : 292 الابراج : نقاط : 117905 السٌّمعَة : 112 تاريخ الميلاد : 25/12/1994 تاريخ التسجيل : 24/10/2010 العمر : 29
| موضوع: أسرار علم الحروف الجزء الثاني 30/11/10, 03:32 pm | |
| فصل والفاتحة هي سورة الحمد ، وأم الكتاب ، وقد شرفها الله تعالى في الذكر فأفردها ، وأضاف القرآن إليها فقال عز اسمه : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ( 1 ) . فذكرها إجمالا وإفرادا وذلك لشرفها ، وهذا مثل قوله : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ( 2 ) أدخلها إجمالا ، وأفردها إجلالا ، والصلاة الوسطى هي صلاة المغرب ظاهرا ، وفي وقت أدائها تفتح أبواب السماء ، ويجب التعجيل بها لقوله صلى الله عليه وآله : ( عجلوا بالمغرب ) . وأما في الباطن والرمز ، فهي فاطمة الزهراء عليها السلام ، لأن الصلوات الخمس بالحقيقة هم : السادة الخمسة الذين إذا لم يعرفوا ولم يذكروا ، فلا صلاة ، فالظهر رسول الله صلى الله عليه وآله ومن ثم بدا النور أول ما خلق الله نوره ( 3 ) أول ما خلق الله اللوح ( 4 ) ، أول ما خلق الله القلم ( 5 ) ، فالعقل نور محمد صلى الله عليه وآله ( 6 ) ، واللوح والقلم علي وفاطمة ، وإليه الإشارة بقوله ‹ صفحة 33 › تعالى : ( ن والقلم وما يسطرون ) ( 1 ) وفريضة العصر أمير المؤمنين عليه السلام ، والمغرب الزهراء ، أمرهم الله تعالى بالمحافظة على حبها وحب عترتها ، فصغروا قدرها ، وحقروا عظيم أمرها ، لما غربت عنها شمس النبوة ، وحبها الفرض ، وتمام الفرض ، وقبول الفرض ، لأن النبي صلى الله عليه وآله حصر رضاه في رضاها فقال : ( والله يا فاطمة لا يرضى الله حتى ترضي ، ولا أرضى حتى ترضي ) ( 2 ) . ومعنى هذا الرمز أن فاطمة عليها السلام ينبوع الأسرار وشمس العصمة ، ومقر الحكمة ، لأنها بضعة النبي صلى الله عليه وآله وحبيبة الولي ، ومعدن السر الإلهي ، فمن غضبت عليه أم الأبرار ، فقد غضب عليه نبيه ووليه ، ومن غضب عليه النبي والولي ، فهو الشقي كل الشقي . وصلاة العشاء الحسن عليه السلام حيث احتجب عنه نور النبي والولي ، والصبح الحسين عليه السلام لأنه بذل نفسه في مرضاة الله تعالى ، حتى أخرج نور الحق في دجنة الباطل ، ولولاه لعم الظلام إلى يوم القيامة .
فصل ومثل هذا الباب من الحديث القدسي بقول الله سبحانه ( ولاية علي حصني ، فمن دخل حصني ، أمن عذابي ) ( 3 ) . فحصر الأمان من العذاب في ولاية علي ، لأن الإقرار بالولاية يستلزم الإقرار بالنبوة ، والإقرار بالنبوة ، يستلزم الإقرار بالتوحيد ، فالموالي هو القائل بالعدل ، والقائل بالإمامة ، والعدل مع التوحيد هو المؤمن ، والمؤمن من آمن . فالموالي لعلي هو المؤمن الآمن ، وإلا فهو المنافق الراهق من غير عكس . ومثال هذا من قول النبي صلى الله عليه وآله : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ( 4 ) ، والمدينة لا تؤتى إلا بالباب ، فحصر أخذ العلم بعده في علي وعترته ، فعلم أن كل من أخذ علمه بعد النبي صلى الله عليه وآله من غير علي وعترته عليهم السلام فهو بدعة وضلال ، ( 5 ) وفي هذا الحديث إشارة لطيفة ، وذلك أن كل وحي يأتي إلى النبي صلى الله عليه وآله من حضرة الرب العلي فإنه لا يصل به إلا الملك حتى يمر به على الباب ، ويدخل به من ‹ صفحة 34 › الباب ، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله : يا علي إن الله أطلعني على ما شاء من غيبه وحيا وتنزيلا وأطلعك عليه إلهاما ( 1 ) ، وهذا إشارة إلى ما خص به نبيه ليلة المعراج خطابا ، فإن ذلك خص به وليه إلهاما . ، أما قوله : إنك ترى ما أرى ، وتسمع ما أسمع ( 2 ) ، فإنه إشارة إلى نزول الملائكة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالتحف الإلهية ، فإن الله خص وليه بأن يسمع بعضها ويراه ، وأمر نبيه بإيصال باقيه إليه لأنه الخازن لأسرار النبوة ، الولي في علو مقامه ، تلميذ النبي صلى الله عليه وآله ووزيره لأن سائر البحار داخلة تحت البحر المحيط | |
|